أ فرغلي عرباوي Admin
المساهمات : 88 تاريخ التسجيل : 18/07/2011 العمر : 52
| موضوع: فائدة من كتاب (الدُّرَّة الصَّقِيلَة فِي شَرْحِ أَبْيَاتِ الْعَقِيلَةِ) لأبي محمَّد اللَّبيب بتحقيق/ فرغلي عرباوي الثلاثاء يوليو 19, 2011 3:06 am | |
| فائدة من كتاب (الدُّرَّة الصَّقِيلَة فِي شَرْحِ أَبْيَاتِ الْعَقِيلَةِ) لأبي محمَّد اللَّبيب بتحقيق/ فرغلي عرباوي بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله القائل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(ق:18)، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيِّدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم القائل: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ »( )، أما بعد: فأقول وبالله التوفيق والسداد: أوَّل هذا المخطوط: " قال الشيخ المقرئ الضابط المتقن أبو بكر بن الشيخ المرحوم أبي محمَّد عبد الله الشهير باللَّبيب – رحمة الله عليه ورضوانه لديه: ( ) الحمد لله العظيم السلطان، والعميم الإحسان، الواسع الغفران، الذي لا يصفه ويكيفه جنان، ولا يغيره زمان، ولا يحويه مكان، لا إله إلا هو الرحيم الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، أخرجنا إلى الوجود من العدم، وعلَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، خصَّنا بنبيِّه المرسل، وشرفنا بكتابه المنزل، الذي عجز عن الإتيان به الثقلان الإنسان والجان، أنطق ألسنة الأقلام، بأنواع الحكم والأحكام، وفتق( ) أغشية القلوب لتفهم الأفهام، وأودع خزائن الصدور جواهر حروف الإعجام، وذلَّلها بالألسنة فانتظمت أيَّ انتظام. فله الحمد على ما أنعم وأَوْلَى، فهو أحقُّ بالحمد، وأولى حمداً يملأ الآخرة والأولى، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد خاتم أنبيائه ومبلغ أنبائه، وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى ومصابيح الدُّجى، وأئمة التقى، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع النبيين والمرسلين، صلاة تبلغ قائلها أعلا عليين، وتسعفه بدرجات المقرَّبين، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد: فإنَّ جملة من الطلبة قد نبضت إلى حفظ العقيلة عُرُوقهم، وأمضت إلى تفهم معانيها بروقهم، سألوني شرح مشكلها، وفتح مقفلها، فاعتذرت لهم بقصر باعي، وجمود طباعي، فأرهقوني من أمري عسراً ... ". وآخر هذا المخطوط: " وبالله التوفيق، وكان الفراغ تنسيق هذا الشرح المبارك في يوم الثلاثاء المبارك حادي عشر شهر ربيع الثاني سنة 1050 على يد الفقير إلى الله تعالى مالكه/ محمد الأحمدي، وحرر بالمقام الأحمدي، لا زال منوراً زاهراً معموراً بذكر الله تعالى إلى يوم الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، ورضي الله عن أصحابه صلى الله عليه وسلم ". فهرست هذا المخطوط على النحو التالي: • الباب الأوَّل: الدِّراسة • مقدِّمة الدِّراسة • الباب الأوَّل • المؤلَّفات في شروح العقيلة • ترجمة موجزة عن اللبيب • اسم الكتاب وتوثيق نسبته للمؤلف • منهج المصنف في الكتاب • وصف المخطوط • منهج التحقيق • مصورات من المخطوط • الباب الثاني النص المحقق للكتاب • مقدِّمة المصنف • باب الإثبات والحذف وغيرهما مرتباً على السور من البقرة إلى الأعراف • ومن سورة الأعراف إلى سورة مريم عليها السلام • ومن سورة مريم عليها السلام إلى سورة ص • ومن سورة ص إلى آخر القرآن • باب الحذف في كلمات تحمل عليها أشباهها • باب من الزيادة • باب حذف الياء وثبوتها • باب ما زيدت فيه الياء • باب حذف الواو وزيادتها • باب حروف من الهمز وقعت في الرسم على غير قياس • باب رسم الألف واواً • باب رسم بنات الياء والواو • باب حذف إحدى اللامين • باب المقطوع والموصول • باب قطع أن لا وإن ما • باب قطع من ما ونحو من مال ووصل ممن وممَّ • باب قطع أم من • باب قطع عن من ووصل أن لن • باب قطع عن ما ووصل فإن لم وأما • باب في ما وإنَّ ما • باب أن ما ولبئس وبئس ما • باب قطع كل ما • باب قطع حيث ما ووصل أينما • باب وصل لكيلا • باب قطع مال • باب قطع مال • باب وصل ولات • باب هاء التأنيث التي كتبت تاء • باب المضافات إلى الأسماء الظاهرة والمفردات • باب المفردات والمضافات المختلف في جمعها • ختام نظم العقيلة • نهاية المخطوط • أهم المصادر والمراجع • فهرس الموضوعات من الفوائد الواردة في هذا الكتاب قوله: فصل [في فضل الكتابة ورسم الخطِّ] اعلم: - أصلحك الله – أن الله تعالى جعل الخط والكتابة [3/ب] من أفضل الصناعات البشرية وأحسنها، ومن أكبر منافع الخلق وأتقنها، والكتابة سفر العقلاء، ولكمال الفضل، ورباط علوم الدين والدنيا، وبها تحفظ الآثار، وقد مدحها المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة الأبرار، رُوي أنس بن مالك( ) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قيدوا العلم بالكتبة ".( ) وروي عن عبد الله بن عمر( ) أنه قال: " قلت يا رسول الله: أُقَيِّدُ العلم؟ قال: نعم، قلت: وما تقييده؟ قال: بالكتاب ".( ) وقد مدح الناس الكتاب، قال ابن بلاغة الصيرفي: خيرُ المحادثِ والجليسِ كتابُ تخلو به مَلَّكَ الأصحابُ
لا مفشياً سراً إِذا استودعْتَه وتنالُ منه حكمةٌ وصوابُ( )
وقال عمرو الوراق: ( ) أَفْرَطَ نِسْيَانِي إِلَى غَايَةٍ أَعْدَمَنِي إِفْرَاطُهَا الْحَسَّا
وَكُنْتُ مَهْمَا عَرَضَتْ حَاجَةً مُهِمَّةٌ أَوْدَعْتُهَا الطِّرْسَا
حَتَّى إِذَا عَاوَدْتُ طَالَعْتُهَا ذكرت الْعَيْنُ بِهَا النَّفْسَا
فَصِرْتُ أَنْسَى الطَّرْسَ فِي رَاحَتِي وَصِرْتُ أَنْسَى أَنَّنِي أَنْسَى! ( )
والكتاب هو السبب إلى تخليد كل عِلْمٍ، ولولا الكتابة لدرست العلوم، ولم يعلم المتأخرون أخبار المتقدِّمين، وقد كتب السلف للخلف، وبالكتابة قيدت أخبار الماضين، وقصت قصص الأوَّلين، وبالكتابة تبلغ عن المغتربين إلى أقاربهم وأوليائهم وأصحابهم ما هم فيه من الأحوال، وبالكتابة حفظ الناس ما يجري بينهم من الحساب والمعاملات؛ ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأمم عن بعض. وأصل الخط والكتابة إنما أُخذ عن الجلجان بن الموهم، قال أبو عمرو في المحكم في (باب ذكر القول في حروف التهجي): في كتاب محمَّد بن سحنون حدَّثنا أبو الحجاج، واسمه شكر بن ثابت قال: حدَّثنا عبد الله [4/أ] بن فروخ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم المعافري،( ) عن أبيه زياد بن أنعم، قال: قلت لعبد الله بن عباس: معاشر قريش هل كنتم تكتبون في الجاهلية هذا الكتاب العربي، تجمعون فيه ما اجتمع، وتفرقون فيه ما افترق هجاء بالألف واللام والميم، والقطع والشكل، وما يكتب به اليوم، قبل أن يبعث الله النبي محمَّداً صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قلت: فمن علَّمكم الكتاب؟ قال: حرب بن أمية، قلت: فمن علَّم حرب بن أمية؟ قال: عبد الله بن جدعان، قلت: فمن علَّم عبد الله بن جدعان؟ قال: أهل الأنبار، قلت: فمن علَّم أهل الأنبار؟ قال طارئ طرأ عليهم من أرض اليمن من كندة، قلت: فمن علَّم ذلك الطارئ؟ قال: الْجُلجان بن الموهم، كان كاتب هود نبي الله بالوحي عن الله عز وجل. ( ) وقرأت في بعض التواريخ: أن الأنبار لما دخلت، وجد فيها موضع فيه أربعون غلاماً يتعلَّمون الكتابة والخط. وقد صنَّف المصنِّفون من هذه الأمَّة المباركة كتباً ما لها عدد في كل فنٍّ أخبرني سيدي الحاج الصالح يوسف القادسي الذي كان ساكناً بفندق الخلال – قدس الله روحه – أنه رأى في غرناطة عند بعض الطلبة كتاباً كبيراً ضخماً في القالب الكبير، وعلى ظهر الكتاب مكتوب (السفر السادس والخمسون من أجزاء أسماء الكتب)، ولم يدر ما بقي بعده، وليس في هذا السفر إلا اسم الكتاب واسم مؤلفه وبلده وزمانه خاصة، فانظر كم تضمنت هذه الأسفار من عدة أسماء الكتب. وقد ألَّف الناس في مرسوم المصاحف كتباً كثيرة ما لها عدَّة، ورأيت لأبي عمرو الداني – رحمه الله – في برنامج مائة وعشرين تأليفاً، منها في الرسم أحد عشر كتاباً وأصغرها حجماً (كتاب المقنع)، وقد نظمه الشيخ الأستاذ أبو القاسم الشاطبي – رحمه الله – واختصره اختصاراً حسناً في قصيدة سمَّاها (عقيلة أتراب القصائد( ) في أسنى المقاصد)، وزاد على ما في المقنع أشياء كثيرة، ونبَّه على ذلك بقوله: [4/ب] وَهَاكَ نَظْمَ الَّذِي فِي مُقْنِعٍ عَنَ أبِي ( عَمْرٍو وَفِيهِ زِيَادَاتٌ فَطِبْ عُمُرَا ( وها أنا أستعين بالله تعالى، وأسأله المعونة على شرحها من غير تطويل ملحف،( ) ولا تقصير مجحف؛ بل قصدت التوسط الذي هو خير الأمور، وأنفع عند الجمهور؛ لأن التطويل يفضي إلى الملل، والتقصير يفضي بالوهل،( ) جعله الله شرحاً مباركاً عليَّ، وعلى كل من يقرأه أو يكتبه أو يسمعه، وعلى المسلمين أجمعين آمين آمين آمين، إن ربي لسميع الدعاء. ينظر: الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة للَّبيب (ص19)، بتحقيقي. (انتظر فائدة من كتاب (شرح العقيلة الرائية) لأبي شامة الدمشقي (ت665هـ) تلميذ السخاوي (ت643هـ) والسخاوي تلميذ الشاطبي (ت590هـ). | |
|